نشر في جريدة الأهالي وموقع اتحاد الشباب التقدمي
محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية عقبة في طريق استكمال الثورة المصرية
انتخاب مصر عضوا في المجلس العام لاتحاد الشباب الديمقراطي العالمي
رسالة لشبونة :
في أجواء ساحرة بمدينة لمادا البرتغالية حيث مكان التقاء نهر التاجو بالمحيط الأطلسي.. التقي شباب العالم ناقشوها الأحداث العالمية وتطرقوا إلي ثورات الربيع العربي وكانت فلسطين حاضرة بقوة وكذلك مصر وثورتها إلي جانب الأوضاع في تونس والبحرين ودول أخري عديدة.
كان ذلك في إطار اليوم الثاني لمؤتمر اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي «وفدي» والذي كان قد بدأ جلساته في الثامن من نوفمبرالحالي بالعاصمة البرتغالية لشبونة باجتماع الجمعية العمومية لاتحاد الشباب الديمقراطي العالمي وتلاه في اليوم الثاني المؤتمر الثامن عشر للاتحاد الذي استمر حتي 12 نوفمبر، وشارك اتحاد الشباب التقدمي في فعاليات وانتخابات المؤتمر ممثلا بالزميل ناصر عبد الحكيم عضو المكتب التنفيذي للاتحاد بعد غياب عن مؤتمرين سابقين هما فيتنام 2007 وكوبا 2003.
أعلن شباب العالم تضامنهم مع ما طرحه الشباب العربي وأكدوا دعمهم للشباب المصري والسوري والفلسطيني وكل الشعوب التي تناضل ضد الدكتاتوريات الحاكمة. وأعربت وفود شباب العالم عن استنكارها لمحاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية وذلك بعد أن أثار الزميل ناصر القضية أثناء إلقاء كلمته أمام المؤتمر. وحظيت مصر بعضوية المجلس العام لمنظمة «وفدي».
في الجلسة الافتتاحية ، تحدث ممثل منظمة الشباب الشيوعي البرتغالي تياجو فيرا، الرئيس المنتهية دورته لاتحاد الشباب الديمقراطي العالمي "وفدي" بكلمة رحب فيها بضيوف المنظمات المشاركة، موضحاً برنامج المؤتمر، وأشار إلى ضرورة عرض كل منظمة وجهة نظرها فيما يخص الأوضاع الداخلية في بلدها وضرورة الاستفادة من خبرات البعض الثورية والسياسية، ودعا المشاركين لإضافة أي نقاط على البرنامج، كما تحدث عن دور وفدي في توعية شباب العالم بحقوقهم ونبذ العنصرية والعمل من أجل أنظمة ديمقراطية ومحاربة الامبريالية، كما أشار إلى التحديات التي واجهتهم في تنظيم هذا المؤتمر وعن تمنياته بالنجاح والوصول للأهداف الرئيسية، ثم فتح الباب لكلمات المنظمات الـ 83 المشاركة في المؤتمر، لتتحدث عن مواقفها من الأحداث التي تجري في العالم، حيث تطرق بعض ممثلي المنظمات الشبابية إلى الربيع العربي والإشادة بها وكانت الثورة المصرية حاضرة بثقل كبير فى المناقشات ، كما تحدث رئيس اتحاد العمال البرتغالي مؤكداً على دعم الحركة العمالية في الحصول على حقوقها في البرتغال والعالم، ودعمهم لمنظمة وفدي وتحركاتها في نشاطاتهم الشبابية حول العالم.
رأسمالية متوحشة
وفي الجلسة الثانية تحدث ممثلا الدولتين المرشحتين للرئاسة، نيبال وقبرص، تكلم النيبالي عن المشكلة المناخية وأوضح جذورها في الصراع الطبقي، حيث إن المستفيد الأول من انتاج الطاقة الكهربائية الرخيصة هم الشركات الرأسمالية العالمية، ثم تحدث ممثل الوفد القبرصي قائلاً إن الحكومة القبرصية تمارس اقتصاداً يزيد من معاناة الطبقة العاملة لمصلحة الرأسمالية البشعة، ويتعرض اليساريون للمضايقات والتعتيم الاعلامي، ثم طالب بإنهاء الاحتلال التركي لجزء من قبرص والعمل بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومثلت فلسطين 4 منظمات فلسطينية هى الاتحاد العام لطلبة فلسطين، اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني (الجبهة الديمقراطية) اتحاد التقدمي الفلسطيني (الجبهة الشعبية) وشبيبة حزب الشعب، وتحدث صلاح عبد العاطي، باسم الشعب الفلسطيني المناضل متوجهاً بالتحية إلى كل المناضلين الأمميين شباباً وشابات، وإلى الرئيس والأمين العام لاتحاد الشباب الديمقراطي العالمي وإلى الشباب والشعوب الثائرة ضد الامبريالية، التي تخوض نضالاً متواصلاً ودؤوباً في مواجهة الدكتاتوريات والسياسات النيوليبرالية، وأنظمة الحكم التابعة للامبريالية الامريكية، وطالب من أعضاء وفدي أن يؤكدوا دعمهم بالأفعال من خلال منح الفرصة لفلسطين للحصول على منصب نائب رئيس في اتحاد الشباب الديمقراطي مقيم، كرسالة دعم لمسعى الحصول على عضوية فلسطين في كل المنظمات الدولية وقبول فلسطين دولة عضو في الأمم المتحدة، وكذلك طالب الاتحاد باعتماد اللغة العربية كلغة أساسية في وفدي إلى جانب اللغات الأخرى.
وفي الجلسة الثالثة تحدث باسم الوفد اللبناني علي متيرك رئيس اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني، عن الواقع السياسي اللبناني القائم على أساس طائفي بفعل بنية النظام السياسي التي أرساها الاستعمار الفرنسي منذ عام 1926 مشيراً لتجربة العمل المقاوم في مواجهة العدوان الاسرائيلي المتكرر على لبنان، واشاد بحركات الشارع العربي في مواجهة أنظمة القمع والفساد، ودعا إلى ضرورة دعم تطلعاته نحو الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
التحولات المصرية
وتحدث ممثل اتحاد الشباب التقدمي المصري الزميل ناصرعبد الحكيم عضو المكتب التنفيذي أمين المالية، شاكراً في البداية الشبيبة البرتغالية على الاستضافة الناجحة للمؤتمر، وطلب من الرفاق في كل أنحاء العالم التضامن مع شباب مصر الثائر الذي يتعرض للمحاكمات العسكرية لأنهم يصرون على أن يحدث تحول اجتماعي في مصر مثل التحول السياسي الذي حدث بعد رحيل مبارك، كما طلب أن تكون المعايير الأساسية لعضوية الوفدي موقف المنظمات من الديمقراطية الداخلية والحقوق الاجتماعية لشعوب هذه البلدان التي تنتمي لها، كما طلب أيضاً التضامن الكامل مع ثورة الشعب السوري التي قامت ضد الفساد والاستبداد واحتكار السلطة والثروة، كما ندد بمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي محمد سلامة بركات رئيس اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني من الوصول لمصر والسفر للبرتغال لحضور المؤتمر.
ضد الاحتلال الأمريكى
ثم تحدث باسم الوفد العراقي نيزك الصراف، عن نشاط اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في نضالهم ضد الاحتلال، ومطالباته الحكومة في توفير الخدمات من كهرباء وماء، وخلق فرص العمل وتطوير نظام التعليم وتحسين النظام الصحي وحماية البيئة، ومحاربة الفساد المالي والاداري الذي تمارسه الحكومة، ثم أعلن عن تضامن الشبيبة العراقية مع الثورات والحراك الشعبي في الوطن العربي ضد الدكتاتوريات الحاكمة .
ثم تحدث باسم جمعية الشبيبة البحرينية نزيهة سعيد، وطالبت أعضاء منظمة وفدي بالوقوف مع مطالب الشعب البحريني في الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، وشرحت الوضع في البحرين وما يواجهه المتظاهرون المطالبون بالديمقراطية من حملات قمع واعتقال وتعذيب وفصل، وطالبت بإيجاد حلول جذرية للمشكلة السياسية عبر حكومة منتخبة ومجلس تشريعي كامل الصلاحيات، وإنصاف الأشخاص الذين وقع عليهم الظلم منذ بدء الاحتجاجات.
وتحدث باسم رابطة الشباب الكويتي الرفيق أحمد سعود، عن الاحتلال الأمريكي الموجود في الخليج وقواعده الهادفة لضرب حركات التحرر في المنطقة، وأكد دعم حراك الشعب السعودي ضد النظام الملكي من أجل اجراء اصلاحات ديمقراطية وسياسية وتعزيز حقوق الإنسان، وطالب الافراج عن أكثر من 50 ألف معتقل سياسي في السجون السعودية ومعرفة مصيرهم.
" بلدي مقسم بأطول حائط في العالم 2700 كيلو متر ومحاط بألغام، نريد تضامنكم يا منظمات العالم" .. هكذا بدأ كلمته ممثل شباب الصحراوية، هناك اعتصامات ومظاهرات في مخيمات لاجئي شعب الصحراء نناشدكم التضامن مع شعبنا وقضيتنا ضد الاستبداد المغربي.
أما كلمة ممثل الوفد السوري شبيبة "بكداش" فقد كانت مخيبة للآمال حين قال : يواجه اليوم الشعب والشباب السوري العمليات الارهابية والمجازر والتحريض على مختلف مكونات الشعب السوري، حيث تستهدف العمليات الارهابية المدنيين والعسكريين والأكاديميين والناشطين الشباب، وهذه العمليات تنفذها مجموعات ارهابية وقوى رجعية متطرفة ، وبدعم مادي مباشر بالسلاح وعبر حملات اعلامية تقودها وتمولها الأنظمة العربية الرجعية والعميلة وخاصة دول الخليج العربي النفطية إضافة إلى ذراع الناتو في المنطقة (تركيا).
فيما غاب عن حضور المؤتمر من منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا كل من الأردن واليمن والمغرب والجزائر بسبب عدم الموافقة على استخرج التأشيرات.
أما كلمة ممثل اتحاد الشباب "ركاح" (عرب 48 ) فقد كانت ذات مضامين أكدت جرائم الاحتلال الاسرائيلي وأدان السياسات التوسعية والاستيطان، وأكد قرارات الشرعية الدولية ومساندته للحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني وحقه في الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان عودة اللاجئين وفق قرار الأمم المتحدة رقم 194 وطالب بعودة جميع الأراضي العربية المحتلة في شبعا والجولان، وأدان ارهاب الدولة المنظم في اسرائيل وعدوانها وحصارها للأراضي الفلسطينية، وطالب المجتمع الدولي بوقف الحرب التي تخوضها بحق شعوب المنطقة. فيما تابع باقي ممثلي وفود المناطق كلماتهم في الجلسة الرابعة.
مناقشات وانتخابات
وفي اليوم الثاني بمدينة لمادا الواقعة مكان التقاء نهر التاجو بالمحيط الاطلسي، عقدت المناطق المقسمة إلى خمسة وفق تقسيمات الوفدي الداخلية، وكان منها اجتماع منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا الذى ناقش البيان السياسي حول الاحداث الجارية في المنطقة، وضرورة تفعيل التواصل بين أعضاء منظمات المنطقة، ودور الوفدي في عملية التغيير على المستوى العالمي، والوضع التنظيمي الداخلي، وفتح باب الترشيح إلى قيادة الوفدي تمثيلاً لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
وفي ختام اليوم لبى المشاركون دعوة العشاء من الحزب الشيوعي البرتغالي، وحضره السكيرتير العام للحزب جيرونمو دي سوسا وألقى كلمة رحب فيها بالضيوف وتمنى لهم نجاح مؤتمرهم، وفي اليوم الثالث تابع باقي الوفود المشاركة كلماتهم.
قبرص رئيساً للوفدى
وفي اليوم الأخير تم إعلان كل منطقة ترشيحات دولها، وفي الجلسة الختامية للانتخاب انسحبت نيبال من الترشح لمنصب الرئاسة، فحصلت قبرص على منصب رئيس الوفدي بالتزكية وأصبح ديميتريس بالميريس رئيساً لمنظمة وفدي، ولدورة ثالثة تم انتخاب كوبا سكرتيراً عاماً للوفدي، وأصبح الكوبي هانوي الأمين العام، وانتخب أعضاء المجلس العام الممثلين عن منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وهم اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني، اتحاد الشباب التقدمي ـ مصر، الاتحاد العام لطلبة فلسطين، جمعية الشبيبة البحرينية، اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي، الحزب الشيوعي السوري (شبيبة خالد بكداش) ، حزب (ركاح) وتم التوافق على أن يكون شبيبة حزب الشعب ـ فلسطين منسق عام للمنطقة، بينما تم انتخب اتحاد الشباب الديمقراطي نائب رئيس مقيم والاتحاد العام لطلبة فلسطين نائب رئيس غير مقيم.
ومن الجدير بالذكر أن اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي "وفدي" (التي تعني اختصارا الفيدرالية الدولية للشباب الديمقراطي باللغة الإنجليزية ) تأسس عام 1945 بعد الحرب العالمية مباشرة، ويعمل ضد الفاشية والعنصرية والامبريالية، والجشع الرأسمالي كأداة للتغيير والثورة على كل ما هو رجعي وضد الإنسانية، وكذلك يناضل من أجل حقوق الشباب الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، ومقره في بودابست بدولة هنجاريا، وقد ترأسته منظمة اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني في التسعينيات وشغل موقع نائب الرئيس الفترة السابقة .
